24‏/09‏/2008

حائرة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشكلتي ليست جديدة، ولكني الأن شعرت انه آن اوان القرار وأني بأمّس الحاجة لمن ينصحني ويساعدني ويقترح عليّ الحلول سأختصر قصتي قدر إستطاعتي، انا متزوجة منذ 4 سنوات والحمد لله على كل شيء فإن الله لم يهبني ذرية بعد، وليست هنا المشكلة، لزوجي تؤام ولد وبنت من زواج سابق (الأن عمرهم 9 سنوات)، وبسبب سفره الدائم وتنقلاته ، اضطر بعد طلاقه ان يضع ولديه في عهدة اهله لحين زواجه
عند زواجنا اخبرني زوجي اننا سنسافر انا وهو وسنتنقل بين بلدنا و اكثر من بلد في غرب افريقيا فهذا ما تفرضه طبيعة عمله، ولا يمكننا اصطحاب الولدين معنا بسبب الحياة الصعبة هناك
فلا يمكننا ان نخرجهم من مدرستهم ونهز استقرارهم عند اهله ليعيشوا معنا حياة التنقل المستمرة ، فكل شهرين او ثلاث ننتقل الى منطقة ولا نعيش حياة مستقرة.اما خلال عطلة الصيف نكون دائما" مع الأولاد في بلدنا ونعيش كأي اسرة سعيدة ولكن كل هذا ينتهي مع نهاية الأشهر الثلاث للعطلة وعودتنا الى العمل وعودة الأولاد الى بيت جدهم.
وقال لي ان هذا الوضع سينتهي بمجرد انجابي ، فأستقر انا و الأولاد في بيتنا في موطننا ، ولكن شاء الله ان يؤخّر انجابي فطال انتظار حلمي ان اجتمع انا الأولاد في بيت واحد، هنا احب ان اقول اني احب اولاد زوجي لدرجة كبيرة جدا" جدا" واتمنى ان يأتي يوم واعيش باستقرار تام معهم وليس فترة العطلة فقط.
ماذا حصل خلال هذه السنوات الأربع؟
طبعا كبُر الأولاد وتغيّرت طباعهم وتصرفاتهم، كلما عدنا من سفرنا نتفاجأ انا وزوجي بتغيرات غير مرغوبة، ونعيش تعبا" كبيرا" حتى نحسّن بهما، فهما لا يُوَقراننا ولا يسمعون كلامنا ، ولا يوجد شيء يقف بوجههما !
يثور زوجي على امه (والده توفاه الله منذ فترة) ويطالبها ان تكون صارمة معهما ، وان الحياة ليست دلع وغنج فقط
هنا انوّه ان حماتي تحبهما بشكل جنوني، فهي لا ترفض لهما طلبا" ولا تنبههما على اخطائهما ولا يوجد عندها كلمة ( كلا ) في تربيتها لهما
هذا ما ازّم الوضع كثيرا"، فكل يوم مشاكل و تعب بسبب تصرفات الأولاد اللامسؤولة وحماتي لا تبالي، كل هَمها ان الأولاد متعلقون بها ويفضلونها على والدهم ولا يريدون إلاّ ان يعيشوا معها فقط، وهذا طبيعي لأن كل الأولاد بطبيعتهم يرتاحون مع من لا يلاحقهم على اخطائهم ويؤنبهم ومن لا يقول لهم (ممنوع) ، يريدون حرية كاملة ولكن للأسف ، غير مسؤولة!
بالنسبة لي اشعر كأي ام، انقهر عندما ارى اننا بدأنا نخسر الأولاد ، محبتهم بدأت تخف ويميلون فقط لجدتهم، ويربون على الأخطاء وليس هناك من يوجههم!وكذلك زوجي يحزن كثيرا" ويقول لي ماذا افعل ؟
لا اريد ان استعمل اسلوب التهديد والوعيد والضرب، هؤلاء اولادي ولا اريد ان اخسرهم. يتفتت قلبي حزنا"و قهرا" عليه.في النهاية انا زوجة اب، واخشى ان ينظر اليّ الجميع على اساس اني اقسو على الأولاد لأني لا احبهم، اقسم بالله اني احبهم وابكي كلما رأيت اننا نخسرهم ويبتعدون عنا، لم انجبهم ، صحيح ، ولم اتعب عليهم في طفولتهم، ايضا" صحيح، ولكني اموت عليهم ، واريد ان يكونو من افضل الناس في المستقبل.
ومنذ ايام حصلت مشكلة كبيرة بين زوجي وامه بسبب البنت، وكانت ردة فعل زوجي قاسية على امه وعلى ابنته، من داخلي اعرف انه مُحق تماما"، لكني نبّهته ألاّ ينجرف بعصبيته فيُخطئ لا سمح الله مع امه، وان يسامح البنت، بكيت كثيرا" ورجوته، حتى اني نذرت نذرا" إذا انتهت المشكلة بسلام، والحمد لله ، فقد استجاب الله لدعوتي، لكن في المقابل تمسكت البنت بأسلوب جدتها اكثر واكثر، وبعُدت في قلبها عن والدها وعني.
اعرف اني اطلت عليكم كثيرا" ، ولكن قلبي يمتلئ الما" وهذه المرة الأولى التي افتح قلبي واعترف بحزني وآلامي في النهاية ، تشاورت انا وزوجي كثيرا" ، حتى وضع الكرة في ملعبي كما يُقال، وخيّرني بين ثلاث :
اولا": نترك الحال كما هو ، وهذه كارثة ، فسنخسر الأولاد ومحبتهم واحترامهم لنا، كما اني اقول لنفسي ان الله اعطاه الولدين وها هو يخسرهم وفي المقابل لم انجب له حتى يعوّضه الولد عن بُعد اولاده عنه
ثانيا":ان يسافر وحده وابقى انا معهم في بيتنا ، فأعيد ترميم ما هُدِم من صفاتهم الحسنة، وهنا اكون انا قد خسرت فرصتي بالحمل والإنجاب ، بسبب سفر زوجي، كما اني اعرف اني سأخوض مشاكل عدة مع حماتي فسترفض إقامتي في البيت مع الأولاد وحدنا، وستطالب بالسكن معها في البيت، وهنا اكون وقفت مكاني، لأن اسلوبها سيبقى مسيطرا" على الأولاد، كما ان سلفي اعزب ويعيش معها، فسأكون مقيدة في البيت ومجبورة على ارتداء الحجاب طوال اليوم، فسلفي مريض ولا يخرج من البيت إلا نادرا".
ثالثا":نخرجهم من المدرسة ونأخذهم معنا وأحاول انا تدريسهم المنهاج الدراسي،وفي هذه الحالة، نكون قد تصرفنا ربما بأنانية وحرمناهم حياة الإستقرار وخسروا دراستهم ، فأنا مهما درّستهم لن اعوّض ما تقدمه لهم المدرسة، ولا يمكننا كلما انتقلنا الى بلد ، ان ندخلهم الى مدرسة جديدة ثم نخرجهم بعد شهرين او ثلاث، عدا ان لغتهم الثانية هي الإنكليزية ، بينما في مكان سفرنا لا يتكلمون ولا يدرّسون سوى الفرنسية.
وقال لي زوجي ، ان القرار يعود لي ، وانا من يقرر ، فماذا اختار؟ ولِما يجب ان يكون القرار لي انا ؟ واتحمّل مسؤولية كل شيء؟ هذا قرار مصيري واخاف من الفشل.
كما سيتهمني اخوته واخواته اني حرمتُ امهم من الأولاد، فهي من ربّتهم وتعبت عليهم في صغرهم.
كما ستنتهي حتما" العلاقة الحسنة بيني وبين حماتي وستكرهني.
إن كان عندكم حلول اخرى اخبروني بها ، انا التجئ اليكم بعد الله، فأرجو اهتمامكم ومساعدتي لاتخاذ القرار الصائب : إما نخسر الأولاد او اخسر الحمل او يخسر الأولاد الإستقرار ونقلب حياتهم رأسا" على عقب.
اعذروني على الإطالة عليكم ، حاولوا التخفيف عني و توعيتي ربما على ما لم انتبه له، آجركم الله.

Free Web Counter
. .